باريس.. احتفال بذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال

مشاهدة
أخر تحديث : الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 - 11:40 صباحًا
باريس.. احتفال بذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال

* العاصمة24  – و.م.ع – 
باريس – في أجواء تغمرها مشاعر الفخر والاعتزاز، احتفلت الجالية المغربية بفرنسا، أمس السبت بمقر بيت المغرب بباريس، بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة والذكرى السبعين لعيد الاستقلال المجيد، وهما محطتان راسختان في الذاكرة الوطنية الجماعية باعتبارهما رمزين للوحدة والتلاحم بين العرش والشعب.

وقد نظمت هذه الأمسية من طرف القنصلية العامة للمملكة بباريس، حيث جمعت أفراد الجالية المغربية من بينهم قدماء المشاركين في المسيرة الخضراء، حاملين بفخر الراية الوطنية، ومرددين للنشيد الوطني والأغاني الخالدة التي تمجد مغربية الصحراء، في تجديد لارتباطهم الوثيق بالوطن الأم وتعبئتهم الدائمة وراء الملك محمد السادس.

وفي كلمة بالمناسبة، أعربت القنصل العام للمغرب بباريس، حبيبة الزموري، عن فخرها بالإقبال الكبير لمغاربة فرنسا على هذه الاحتفالية المخلدة لـ”محطتين بارزتين طبعتا إلى الأبد ذاكرة الشعب المغربي، ورسختا وحدته حول عاهله”، لاسيما وأن تخليد هاتين الملحمتين هذا العام يأتي في ظرفية خاصة، وفي مرحلة مفصلية أعقبت اعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار التاريخي المتعلق بالصحراء المغربية.

وأشادت القنصل بهذا القرار الذي يشكل “منعطفا وتقدما دبلوماسيا كبيرا” لفائدة المملكة، والذي أعلن على إثره جلالة الملك يوم 31 أكتوبر يوما وطنيا يحمل اسم عيد الوحدة، مشيرة إلى أن هذا العيد يشكل دعوة لوحدة المغرب من شماله إلى جنوبه، ويجسد قيم التماسك والتضامن بين مختلف مكونات الشعب المغربي.
وتوقفت عند البعد الرمزي للمسيرة الخضراء، مؤكدة أن هذه “الملحمة السلمية الفريدة والمذهلة أظهرت للعالم أجمع قوة الرابط المتين بين العرش والشعب، ولا تزال إلى اليوم تشكل مرجعا لسياسة القوة الناعمة التي يجسدها المغرب، تحت القيادة الملكية المتبصرة، كبلد للسلم والحوار والتسامح”.
وأضافت أن خمسين سنة بعد هذه الملحمة، يواصل الملك مسار البناء والوحدة والتحديث الذي أطلقه أسلافه المنعمون، وهو ما تعكسه “السياسات القطاعية والأوراش الكبرى المهيكلة التي انخرط فيها المغرب، ترجمة للرؤية الملكية الرامية إلى جعل المملكة رائدا إقليميا وقاريا”، مؤكدة أن “عدة بنيات تحتية في أقاليمنا الجنوبية تبرز اليوم كأقطاب استثمار ونمو”.
وأبرزت الزموري أن تخليد ذكرتي المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال بباريس يمثل، في الآن ذاته، مناسبة لإبراز عمق علاقات الصداقة التي تجمع المغرب بفرنسا، وللتنويه بـ”الموقف الثابت لفرنسا ودعمها الواضح لمغربية الصحراء، كما جرى التأكيد عليه في أعلى مستويات الدولة الفرنسية”.
واعتبرت أن “جاليتنا المغربية، التي توجد في صميم هذه الصداقة وهذه الدينامية الاحتفالية، تظل فاعلا أساسيا في تمثيل بلدها والإشعاع باسمه”، منوهة بتشبث أفرادها الدائم بالوطن الأم، ونجاحاتهم في مختلف المجالات، ومساهمتهم في ازدهار المجتمع الفرنسي، مما يجعل منهم “مصدر فخر وجسرا حيا” بين البلدين.
وتميزت هذه الاحتفالية، التي جرت بحضور نائب رئيس البعثة بالسفارة المغربية بباريس، نسيم تروغي، ومدير بيت المغرب، محمد تاوريرت، بعرض فيلم وثائقي حول ملحمة المسيرة الخضراء المظفرة.
واستحضر الوثائقي أبرز محطات هذه الملحمة منذ يوم 6 نونبر 1975، حين لبى 350 ألف متطوع من مختلف جهات المملكة نداء جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني للسير صوب الصحراء المغربية لتأكيد سيادة المغرب على ترابه، مرورا بالدينامية التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، وصولا إلى اعتماد القرار التاريخي 2797 لمجلس الأمن.
وأعقب العرض تنظيم ندوة قام بتنشيطها الجامعي محمد مريزيقة، قدم خلالها قراءة معمقة في تاريخ المغرب ومحطات هذه الملحمة، تلتها شهادات مؤثرة لقدامى المتطوعين في المسيرة الخضراء، الذين جرى تكريمهم بهذه المناسبة.

شـاركها الأن
رابط مختصر