تنوع وغنى فقرات برنامج الدورة السادسة للمهرجان المغاربي للفيلم بوجدة يؤشر لنجاحها..
*العاصمة 24 * من وجدة : ع.م
احتضنت قاعة الندوات بكلية الطب والصيدلة بوجدة ، في اطار فعاليات الدورة السادسة للمهرجان المغاربي للفيلم ، صباح امس الخميس ، ندوتين فكريتين الاولى من تاطير كل من الناقد السينمائي والباحث السوسيولوجي “فريد بوجيدة “: الأول حول ” السينما وأسئلة الفكر ” تناول فيه المفكر محمد نور الدين أفاية “رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان” العلاقات القائمة والممكنة بين السينما كإبداع فني والفلسفة كممارسة فكرية ، والثانية حول ” السينما والشعر ” قارب فيه المتدخلان عبد الكريم قادري ويحيى بنعمارة علاقات الإتصال والإنفصال بين الشعر والسينما باعتبارهما فنين وأسلوبين للتعبير لكل منهما خصوصيته .
في اللقاء الأول ، الذي كان عبارة عن ” ماستر كلاس ” ، أمتع الناقد السينمائي والباحث الفلسفي الدكتور نور الدين أفاية الحاضرين بعرض أولي حول العلاقة بين السينما والفكر ، لأن الوقت المخصص له لم يكن يسمح بالتعمق والتفصيل في طبيعة هذه العلاقة وما تثيره من إشكاليات وأسئلة ، وأشار إلى أن العديد من المفكرين تفاعلوا مع الظاهرة السينمائية بأشكال متعددة ومن زوايا تخصصية مختلفة “فلسفية ، سوسيولوجية ، سيكولوجية ، ” ، كما أن بعض السينمائيين اشتغلوا بالفلسفة لأن السينما حقل يمكن من خلاله استدعاء كل القضايا التي اشتغلت عليها الفلسفة .
والأستاذ نور الدين أفاية ، شخصية ثقافية غنية عن التعريف ،و له من المؤهلات ما يتيح له الحديث عن علاقة السينما بالفلسفة أكثر من غيره ، من موقعه كباحث في الفلسفة وممارس للتفكير والبحث في بعض قضاياها وإشكالياتها ، وله المام بالسينما كفن وإبداع من خلال مشاهدة الأفلام ومناقشتها وتحليلها واتخادها موضوعا للتفكير والتأمل ، بالإضافة إلى الإحتكاك ببعض المبدعين السينمائيين المغاربة وغيرهم .
أما الندوة الثانية ، فقد تطرق فيها الناقد السينمائي الجزائري عبد الكريم قادري الى ضبط بعض المصطلحات المبهمة المفاهيم من قبيل ، ” شاعرية السينما ” و ” سينما الشعر ” وغيرها مؤكدا على ضرورة تحديد هذه المفاهيم بدقة حتى يتم تجاوز الغموض والقصور الملحوظين لدى مستعملي هذه المصطلحات . كما قسم السينما إلى صنفين : ” سينما الشعر ” أو السينما الفنية و ” سينما النثر ” أو السينما الاستهلاكية ، وأشار إلى التفاعل الحاصل بين السينما والشعر خصوصا عند مبدعين جمعوا بين كتابة الشعر وإخراج الأفلام “حالة بيير باولو بازوليني نموذجا” .
من جهته استعرض الشاعر والناقد الأدبي يحيى بنعمارة بعض الآراء المرتبطة بثنائية ” السينما – الشعر ” والمنفتحة على بعض الإشكاليات ، ولاحظ أن الخطاب النقدي السينمائي كان يركز بشكل كبير على الأبعاد السياسية والاجتماعية والإيديولوجية في مقاربته للأفلام ، وتناول السينما في علاقتها بالرواية والتشكيل قبل أن ينفتح على البعد الشعري والجمالي . ولم يفته التأكيد على أن العلاقة بين السينما والشعر هي في الآن ذاته علاقة اتصال وانفصال ، فأحدهما يوثر في الآخر أو يشكل مصدر إلهام له ولكل منهما خصوصيته وطريقته في التعبير .
وعرفت صبيحة اليوم الجمعة 7 ابريل تنتظيم ندوة في غاية الاهمية ، همت موضوع الثورة الرقمية والحراك العربي .
واشرف على تاطيرها رالاستاد خليل الدامون رئيس جمعية النقاد السينمائيين المغاربة ، بحضورالعديد من الفعاليات السينمائية والطلبة المهتمين بمواضيع الفن السابع ، حيث عرفت القاعة تفاعلا مع المتدخلين في المنصة ، لاثراء النقاش حول مجموعة من القضايا الجوهرية المرتبطة بالصناعة السينمائية ، واليات التكوين في مجالها المتشعب .
وتجدر الاشارة الى انه تم في اطار فعاليات الدورة السادسة للمهرجان المغاربي للفيلم بوجدة المنظم من 04 الى 08 ابريل الجاري ، توقيع رئيس جمعية مهرجان الاقصر بسلطنة عمان ، لاتفاقيتين للشراكة ، الاولى بين رئيس المهرجان المغاربي للفيلم الاستاد ” خالد سلي ” والثانية مع الدكتور بن قدور ، رئيس جامعة محمد الاول بوجدة .