الأسرة الاستقلالية تخلد الذكرى الثمانين لتقديم وثيقة الاستقلال تحت شعار: “تحرير الإنسان من أجل ترسيخ التعادلية الاقتصادية والاجتماعية”

مشاهدة
أخر تحديث : الجمعة 12 يناير 2024 - 1:45 مساءً
الأسرة الاستقلالية تخلد الذكرى الثمانين لتقديم وثيقة الاستقلال تحت شعار: “تحرير الإنسان من أجل ترسيخ التعادلية الاقتصادية والاجتماعية”

* العاصمة24 – الرباط – 

إحتضن المقر العام لحزب الإستقلال بالرباط أمس الخميس مهرجان خطابي وطني، برئاسة السيد نزار بركة الأمين العام للحزب، بمناسبة تخليد الذكرى 80 لتقديم وثيقة 11 يناير 1944 للمطالبة بالاستقلال، تحت شعار: “تحرير الإنسان من أجل ترسيخ التعادلية الاقتصادية والاجتماعية”.

في أمسية احتفالية غامرة جمعت الأسرة الاستقلالية على قلب رجل واحد، تخليدا للذكرى الثمانين لتقديم وثيقة 11 يناير المطالبة بالاستقلال، وبحضور وازن لأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، وثلة من برلمانيي الحزب وأطره ومفتشيه ومناضلاته ومناضليه الذين حجوا من مختلف ربوع المملكة، لاستذكار حدث مجيد أقدم فيه حزب الاستقلال بتنسيق وثيق واتفاق محكم مع بطل التحرير جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، وبإسناد من الرعيل الأول للوطنيين الأحرار، على خطوةٍ غير مسبوقةٍ في تاريخ الكفاح الوطني، تمثَّلت في تقديم عريضة المطالبة بالاستقلال إلى الإقامة العامة لسلطات الاحتلال الفرنسي سنة 1944، وهي الخطوة التي جَسَّدَتْ بِحَقٍّ قوةَ تَلاحُمٍ مَتِينٍ بين العرش والشعب، دفاعا عن الحرية والاستقلال والثوابت الوطنية، وعن وحدة الأمة ومقدساتها، وللقطع مع زمن الحجر والحماية، وتحقيق الوحدة الترابية والسيادة الوطنية.

وهي الذكرى التي يحتفي بها حزب الاستقلال هذه السنة تحت شعار”تحرير الإنسان من أجل ترسيخ التعادلية الاقتصادية والاجتماعية”، حيث مَضَتِ اليَومَ ثمانون سنة على تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، لكن مضامينها التحررية والديمقراطية ودلالاتها الوطنية والسياسية وحمولتها الحماسية المُفْعَمَةَ بروح التضحية وسُمُوُّ الشعور الوطني، لازالت مُلْهِمَةً لأجيال الحاضر والمستقبل، تَنْهَلُ منها الدروس والعِبَرَ وتستخلص من معانيها النبيلة القيم الوطنية الحقة لمواصلة بناء صَرْحِ المغرب الذي نتطلع إليه جميعا، بروحِ وعزيمةِ الموقعين على الوثيقة، ولكسب رهانات السيادة الوطنية بمختلف أشكالها وتوطيد المسار الديمقراطي وتحقيق المقاصد التعادلية في الإنصاف وتكافؤ الفرص والتضامن وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، وضمان الحياة الكريمة لكافة المواطنات والمواطنين.
وتقام هذه السنة ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال تزامنا مع الاحتفال لأول مرة وبشكل رسمي برأس السنة الأمازيغية، حيث هنأ الأمين العام في مستهل كلمته المغاربة قاطبة بهذه المناسبة، متمنيا سنة ملؤها الخير.

واستهل الأمين العام نزار بركة عرضه بشجب وإدانة الحزب للإبادة التي تطال المدنيين العزل بالأراضي الفلسطينية، داعيا لوقف فوري لإطلاق النار من منطلق الدفاع الراسخ لحزب الاستقلال عن ضرورة إقرار حل سياسي دائم وهو إقامة دولة فلسطين، عاصمتها القدس الشريف
وأثنى نزار بركة على التتويج الحقوقي الأممي المستحق للمملكة المغربية من خلال انتخابها لرئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وهو ما اعتبره استحقاق يعكس التزام المغرب على إحقاق قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو نهج تسير عليه المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.
كما ثمن الأمين العام منجزات المملكة على مدى طيلة العقود الماضية لخلق تحول إيجابي في مسار قضية الصحراء المغربية بفضل جدية الدبلوماسية المغربية، داعيا لخلق جبهة داخلية للترافع على مكتسبات المملكة في المحافل الدولية، ومجددا انخراط حزب الاستقلال في التعبئة الوطنية وراء جلالة الملك للدفاع عن القضية الوطنية والتصدي لكل ما يحاك للمملكة من مؤامرات.

وشكل هذا اللقاء فرصة للوقوف عند الإصلاحات الاجتماعية التي يعتز حزب الاستقلال بالمساهمة في تسريع تنزيلها بتوجيهات ملكية سامية، ويتعلق الأمر بورش تعميم الحماية الاجتماعية وتخصيص دعم اجتماعي للأسر الفقيرة والمعوزة، إلى جانب برنامج دعم السكن، فضلا عن رفع صندوق المقاصة من 12 مليار درهم إلى 40 مليار دهم، وإعفاء الماء من الضريبة على القيمة المضافة دفاعا على القدرة الشرائية للمواطنات والموطنين، وهو ما يتماشى مع المقاصد التعادلية في الإنصاف وتكافؤ الفرص والتضامن وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية التي لطالما دافع عنها حزب الاستقلال.
ولكسب رهانات السيادة الوطنية بمختلف أشكالها وتوطيد المسار الديمقراطي، وكذا ضمان الحياة الكريمة لكافة المواطنات والمواطنين، جرت تعبئة 100 مليار درهم خصصت للتعليم والصحة في إطار قانون المالية الجديد، كما جرى رفع الحد الأدنى للأجر بـ 10% بالقطاع الخاص وكذا رفع الحد الأدنى للأجر بالقطاع العام أيضا، مع تخفيض عدد أيام الاشتراك لتمكين فئات واسعة من العاملين في المقاولات من الحق في الاستفادة من معاش التقاعد، وتحسين دخل فئات عريضة من الموظفين دفاعا عن الطبقة المتوسطة.
كما عرج  نزار بركة على الميثاق الجديد للاستثمار والذي من شأنه تحفيز المستثمرين على خلق فرص عمل وتعزيز جاذبية مختلف المناطق عبر دعم الاستثمارات، مشيرا إلى أن الحكومة منكبة في الوقت الراهن على جذب الاستثمارات من أجل تجاوز إشكالية التشغيل، ولافتا في ذات السياق لرهان إنجاح كأس العالم 2030، والذي يعد محطة تحول نوعية بالنسبة للمغرب وفرصة لتسريع تطوير السياحة، والخدمات الصحية، والبنية التحتية والنقل، ما يجعل من المغرب على موعد مع استثمارات دولية بالغة الأهمية.

شـاركها الأن
رابط مختصر