الكثيري يترأس الدورة47 للجمع السنوي للنواب الجهويين والإقليميين والمكلفين بالمكاتب المحلية

* العاصمة24 – الرباط –
ترأس مصطفـى الكتيري، المندوب السامـي لقدمـاء المقاومين وأعضـاء جيش التحريـر صباح يوم الخميس 16 فبراير 2023 بمقر المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالرباط، أشغال الدورة 47 للجمع السنوي للنواب الجهويين والإقليميين والمكلفين بالمكاتب المحلية، المنظمة عن بعد وعبر تقنية التناظر الرقمي، وذلك بحضور السيدات والسادة رئيس الديوان والمستشارة ومدير الانظمة والدراسات التاريخية ورؤساء الأقسام والمصالح والمكاتب بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وبمشاركة السيدات والسادة النواب الجهويين والإقليميين والمكلفين بالمكاتب المحلية والقيمات والقيمين على فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير.
استهلت أشغال هذا الجمع السنوي للنواب الجهويين والإقليميين والمكلفين بالمكاتب المحلية بتلاوة الفاتحة ترحما على أرواح موظفي المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الذين لبوا داعي ربهم مؤخرا والتحقوا بالرفيق الأعلى.
وفي كلمته التوجيهية، أكد السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن هذا الجمع السنوي للسيدات والسادة النواب الجهويين والإقليميين والمكلفين بالمكاتب المحلية والقيمات والقيمين على فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، في دورته السابعة والأربعين، التي تنعقد للسنة الثالثة على التوالي بصفة استثنائية عن بعد ، يجســد فسحة للتدبر وجسرا للتواصل والتحاور ومناقشة القضايا التي تستأثر باهتمام المندوبية السامية لقدمـاء المقاومين وأعضــاء جيش التحريـــر، في سيــاق حوار بناء وهادف لإيجـاد السبل والصيغ والوسائل الكفيلة بحسـن تدبير المرافـق الاجتماعية والصحية والتشغيلية والتكوينيـة والتاريخية والتراثية على نسقية برنامج العمل المرحلي للثلاثية (2022-2024).
ويتأسس هذا البرنامج على محاور أساسية استراتيجية تتمثل في تكثيف ومضاعفة مجهود تخصيب وتثمين الذاكرة التاريخية بكافة روافدها الوطنية والجهوية والاقليمية والمحلية والمتقاسمة والمشتركة، تجسيدا لقيم ورسائل الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية، والسير على خطى تحسين الأوضاع المادية والاجتماعية والمعيشية والصحية للمنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير. وكذا إيلاء المزيد من العناية والاهتمام بالموارد البشرية وفق رؤية تتوخى التوفيق بين آليات الرفع من القدرات التكوينية والمهنية للموارد البشرية ومبتغى تجويد نجاعة ومردودية المرفق العام، وتطوير الهياكل الإدارية وبنيات الاستقبال للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، من خلال اعتماد أساليب التدبير الإداري والمالي والمحاسباتي الناجع والإعمال التدريجي لآليات المقاربة المتجددة لتدبير الميزانية على أساس ربط الأهداف بالنتائج وتحقيق مؤشرات نجاعة الأداء.
وأوضح السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن أسرة المقاومة وجيش التحرير تحظى بعناية فائقة ودعم موصول من لدن هذه المؤسسة من خلال العمل على ضمان استمرارية توفير الخدمات الاجتماعية والإدارية لأفرادها وتجسير علاقات التواصل والتعامل الإيجابي مع أوسع قواعد المنتمين لهذه الأسرة المجاهدة وخاصة منهم الأرامل وذوي الحقوق وفئات المقاومين في وضعية العوز المادي والعسر الاجتماعي للوقوف على احتياجاتهم، والحرص على دراسة وتتبع ومعالجة جميع الملفات والطلبات المقدمة من لدنهم بتنسيق وتعاون مع المصالح المختصة بالقطاعات الوصية، وإيلاء كامل الاهتمام بكل ما يرد منهم من ملتمسات وشكايات والإجابة عنها في جميع الأحوال وفق ما تستوجبه المقتضيات القانونية والتنظيمية والضوابط الإدارية الجاري بها العمل وفي حدود الوسائل والإمكانات المتوفرة والمتاحة .
وأضاف أن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، كمؤسسة وطنية تقف في الصفوف الأمامية لحفظ وتثمين الرصيد التاريخي للمقاومة والتحرير، انخرطت في استثمار الفرص التي يتيحها التواصل الرقمي لتواصل جهودها ومبادراتها للاضطلاع بمهام إنعاش وتخصيب الذاكرة التاريخية الوطنية والتعريف بها، إذ راكمت بفضل هذه التجربة الغنية، زخما كميا ونوعيا وحصادا علميا مثمرا يتوزع بين الأبحاث والدراسات حول الأحداث التاريخية وأعلام وأقطاب المقاومة وأعضاء جيش التحرير بالمناطق التي تدخل في النفوذ الترابي للنيابات والمكاتب المحلية وفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، والندوات العلمية والفكرية والحلقات النقاشية والمحاضرات وتخليد الذكريات الوطنية والمناسبات التاريخية وعقد اللقاءات التواصلية والتأطيرية والاجتماعات، وذلك بتنسيق مع العديد من المؤسسات الجامعية والتعليمية والتربوية ونشطاء العمل الجمعوي وفعاليات المجتمع المدني التي تربطها بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير اتفاقيات تعاون وشراكة في مجالات العمل ذات الاهتمام المشترك، احتضنتها فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، المبثوثة عبر التراب الوطني والبالغ تعدادها إلى حد الآن104فضاء/وحدة، بالإضافة إلى تأطير العديد من الأنشطة التربوية والتثقيفية والتواصلية الموجهة أساسا إلى الطفولة والناشئة والشباب والأجيال الجديدة .
وفي سياق متصل، استعرض مبادرات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على الصعيد الدولي خاصة في الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب والفيدرالية العالمية لقدماء المحاربين التي تتبوأ فيها مكانة مرموقة كعضو فاعل ونشيط، وذلك من خلال حضورها الوازن في المؤتمرات التنظيمية واللقاءات الفكرية والتواصلية وأيضا كقوة اقتراحية تتجلى في رزنامة مشاريع التوصيات والقرارات التي تقدمت بها هذه المؤسسة بانتظام، مشيرا في هذا السياق إلى مشاركة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في أشغال الدورة 30 للجمعية العمومية للفيدرالية العالمية للقدماء المحاربين المزمع عقدها في الفترة الممتدة بين 5 و10 مارس 2023 ببلغراد بجمهورية صربيا.
وأكد السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مواصلة المبادرات الهادفة إلى إدماج بنات وأبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في النسيج الاقتصادي والاجتماعي وتشجيعهم وتحفيزهم على اعتماد توجه المبادرة الحرة والاندماج في مسلسل التشغيل الذاتي والعمل المقاولاتي، وفي حقول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مشددا في هذا السياق على وجاهة وراهنية اعتماد المبادرة الحرة كخيار استراتيجي اعتمدته مصالح المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير منذ سنة 2001 لمعالجة ظاهرة اللاتشغيل والعطالة في أوساط بنات وأبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن عدد المنشآت الصغرى والمتوسطة المحدثة في صفوف بنات وأبناء قدماء المقاوميــن وأعضاء جيش التحرير بلغ 3047 مشروعا صغيرا ومتوسطــا وفرت مناصب الشغل ل 8525 فردا، من بينهم4608 من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير، بالإضافة إلى 305 تعاونية و 145 جمعية.
ولم يفت السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير التذكير بأن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير منحت خلال سنة 2022 إمدادات مالية لما مجموعه 71 مشروعا ذاتيا متوسطا وصغيرا. وقد بلغ الاعتماد المالي الإجمالي الذي تم صرفه لهذا الغرض 00 , 1.200.000 درهم، علاوة على تسوية ما مجموعه 70 ملفا من خارج ميزانية قطاع المقاومة وجيش التحرير، في إطار الاتفاقية الخاصة الثلاثية الأطراف التي وقعتها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مع وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب بالمملكة وجمعية التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبنات وأبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالأقاليم الجنوبية الكائن مقرها بمدينة العيون، والتي تم بموجبها تخصيص مبلغ 2.000.000.00 درهم من لدن الوكالة المذكورة كدفعة اخيرة برسم سنة 2022 من أصل 8.000.000.00 درهم.
كما تواصل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يضيف موضحا، تتبع منظومة التأمين الصحي الإجباري من خلال الرفع من جودة الخدمات الطبية والاستشفائية التي تؤمنها بروافدها الثلاثة: الأساسية والتكميلية والإسعاف الصحي والنقل في حالات الاستعجال وحالات الاستشفاء وحالات الوفاة، وكذا تجويد الخدمات الصحية المخولة لفائدتهم ولفائدة زيجاتهم وأبنائهم القاصرين أو من ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما أكد حرص المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على تحيين وتحديث الترسانة التشريعية المؤطرة لقطاع المقاومة وجيش التحرير لمواجهة متطلبات مسايرة التطور الاقتصادي والاجتماعي ،و تخويل المزيد من المنافع والامتيازات لفائدة المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير بما يضمن تحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية وأحوالهم المعيشية، باتخاذ بعض التدابير والإصلاحات التشريعية من خلال اقتراح مشاريع قوانين ومراسيم جديدة.
ولتحقيق الأهداف المسطرة، يضيف السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تم تعزيز الموارد البشرية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بأطر شابة ذات قدرات ومؤهلات وإمكانيات علمية وأكاديمية، والحرص على صقل مداركها ومهاراتها و الرفع من مستوى كفاءتها وتنمية قدراتها التدبيرية والمعرفية والتقنية من خلال دعم برنامج التكوين والتكوين المستمر واستكمال الخبرة ، استجابة لحاجيات قطاع المقاومة وجيش التحرير.
وشدد السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في ختام كلمته التوجيهية على مواصلة العمل الجاد والهادف والبناء، بتنسيق وتعاون بين كافة الوحدات الإدارية الجهوية منها والإقليمية والمحلية ،واتخاذ المبادرات واقتراح الحلول وتقوية قنوات التواصل لتحقيق النجاعة والجودة في الأداء الإداري.
كما أهاب بكافة النواب الجهويين والإقليميين والمكلفين بالمكاتب المحلية والقيمات والقيمين على فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير من أجل اعتماد آليات جديدة ومسالك متعددة، تواكب التطورات والمستحدثات الحاصلة في مجالات الإعلام والتواصل الرقمي بهدف تنمية وتجويد أوراش العمل المفتوحة.
وأكد على واجب الارتقاء بفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير إلى مؤسسات لتلقين ونشر المعرفة التاريخية ومنظومة ثقافة القيم الوطنية الحقة وشمائل المواطنة الإيجابية والمسؤولة والملتزمة والسلوك المدني القويم والاعتزاز بالانتماء الوطني وبالهوية المغربية الأصيلة باعتبارها ثروة ورأسمالا لاماديا، روحيا ومعنويا وقيميا وإنسانيا تعتز به بلادنا والإنسانية قاطبة، وهو ما يستوجب الحفاظ عليه وصيانته والاستثمار بكل الوسائل والوسائط في أرصدته وتراكماته الوطنية والنضالية.
من جانبه، استعرض السيد عبد العالي يسف، رئيس المفتشية الإدارية والتقنية التوجهات الأساسية والأولويات الكبرى لبرامج عمل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من أجل تدبير الشأن العام والمرفق العام لقطاع المقاومة وجيش التحرير سعيا إلى المزيد من الإصلاحات البنيوية وفقا لأوراش العمل السوسيو-ثقافية والتواصلية مع الذاكرة التاريخية المحلية والجهوية والوطنية لمواجهة التحديات وكسب رهانات الحاضر والمستقبل.
هذا، وعلى امتداد يومين، سيستعرض السيدات والسادة النواب الجهويون والإقليميون والمكلفون بالمكاتب المحلية والقيمات والقيمون على فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير حصيلة المكاسب والمنجزات المحققة في مجال صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية وتثمينها، وكذا برامج التنشيط الثقافي والتربوي والتواصلي والتنويري والإشعاعي التي احتضنتها فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، واستشراف آفاق المستقبل على نسقية برامج العمل المحلية للنهوض بالأوراش المفتوحة لتحقيق نموذج تنموي شامل ومستدام ومندمج.