المجلس الوطني للبام ينوّه بجهود الحكومة لمواجهة الإكراهات الخارجية وإصرارها على الوفاء ببرنامجها

* العاصمة24 – محمد وهيب –
اغتنم الأمين لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطبف وهبي، فرصة تناوله الكلمة بالمحلس الوطني للاشادة بوزراء حزبه دونا عن باقي وزراء باقي مكونات الاغلبية، كما استغل الفرصة لطرح سياق المشهد السياسي الصعب الذي تولى فيه الحزب مسؤولية الحقائب الوزراية خلال أشغال الدورة السادسة والعشرين للمجلس الوطني، المنعقد يومه السبت 26 ماي 2022، بسلا.
وقال عبد اللطيف وهبي، أن مؤشرات الظرفية الحالية التي دفعت وزراء الحزب أن يتشبثوا بمواقفهم و يصروا على المثابرة في مهامهم الوزارية بناءً على الثقة التي أوكل إليها الناخب المغربي لحزب الجرار، قائلا في هذا الشأن، “إن كل مكونات الأغلبية الحكومية ومنهم وزراءنا، لا يتبنون خطاب الأزمة، أو خطاب التباكي إزاء الواقع الصعب الذي يمر منه اقتصادنا الوطني”، معللاً كلامه، بالقول: “لأننا في حزب الأصالة والمعاصرة وفي الحكومة عموما، لا نعتبر الظرفية الصعبة التي تمر منها بلادنا من جراء التأثيرات المالية والعالمية التي حملت لنا ارتفاعا مهولا في أسعار كل المواد الأولية والأساسية، لا نعتبرها قدرا سيئا أو نفهمها كسوء حظ في السياسة، لأن مواطناتنا ومواطنينا لم يصوتوا على حزب الأصالة والمعاصرة إلا لكي يقدم لهم مناضلوه داخل الحكومة وفي كل مواقع المسؤولية، الحلول المثلى للمشاكل اليومية التي تعترض حياتهم”
وأضاف في كلمته، “لهذا فإننا كديمقراطيين نملك من الوعي التاريخي ما يكفي لكي نفهم أن اللحظة الصعبة التي تقف أمامنا اليوم، وفي جميع الأحوال هي تشريف التاريخ لنا، لكي نساهم في تقدم بلادنا؛ فمن رحم الصعوبات تولد الإرادة الديمقراطية الوطنية الصلبة، القادرة على تحويل المعاناة إلى فعل سياسي، يدشن لمرحلة جديدة تضمن لمسار وطننا التنمية والتقدم”.
وعمد عبد اللطيف وهبي، للتطرق لسياق انعقاد دورة المجلس الوطني، ليقول: “لأول مرة بعد المؤتمر الرابع لحزبنا الذي انعقد في فبراير 2020، وبعد دورة المجلس الوطني الاستثنائية نونبر الماضي، نلتقي اليوم في دورة عادية للمجلس الوطني، بحرارة الحضور ودفئ الأخوة النضالية، وكلنا آمال وطموح حول الآفاق التي يفتحها أمامنا نضالنا الديمقراطي، بفضل إرادتنا الوطنية لخدمة مجتمعنا، ونصرة قضاياه في التنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي والعيش الكريم، وكلنا رجاء في العلي القدير أن يرفع عنا هذا الوباء نهائيا، ولا يحرمنا من حياتنا العادية، ويديم على بلادنا وبلاد العالم نعمة الصحة والاستقرار”.
و أفاد الأمين العام، أن هذا اللقاء يأتي في ظروف داخلية ودولية دقيقة، واستثنائية وصعبة، لدرجة جعلت البعض يقول بأنه لا أحد يحسدنا اليوم على مشاركتنا في الحكومة في هذا السياق المحفوف بالمشاكل والتحديات، متحدثا إلى عموم الحاضرين بدورة المجلس الوطني عن الاَثار السوسيو الاقتصادي للمشهد السياسي، قائلاً،”فما كدنا نخرج من مرحلة حالة الطوارئ التي فرضت على بلادنا جراء الحرب ضد كوفيد 19، والتي كانت لها تداعيات سلبية على اقتصادنا الوطني وإعمال العديد من الإجراءات الإدارية والمالية أتعبت ميزانية الدولة؛ فما كدنا نخرج من هذه الصعوبة الوبائية حتى انفجرت في وجهنا الحرب الروسية الأكرانية، مخلفة ورائها صعوبات جمة أبرزها ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الأساسية”.
وعن انعكسات جائحة كورونا، أشار الأمين العام، بأنه تم الخروج من المعركة ضد كورونا ونحن في حاجة إلى سياسة خاصة ومتميزة، تستفيد من هذه التجربة وتبلور حلولا تنسجم مع ما جاء في النموذج التنموي الجديد، الذي حاز على توافق كل القوى الحية لبلادنا من جهة، وتستفيد من الدروس المستخلصة من معركتنا ضد انتشار الوباء من جهة أخرى.
وتابع الأمين العام، متحدثا عن تصوره لمرحلة ما بعد كوفيد 19، وأعطى صوته لبرامج اقتصادية واجتماعية لها أفق تنموي مشترك، داهمتنا من جديد أزمة اقتصادية أفرزتها الحرب الروسية الأوكرانية، ليجد اقتصادنا الوطني نفسه مجددا أمام تحديات غير مسبوقة، تستدعي المزيد من التضحيات، والمزيد من الإبداع في الحلول والبدائل، خاصة إذا علمنا حجم الإرث الثقيل الذي تركه لنا التدبير الحكومي الشعبوي لما يزيد عن عقد من الزمن.
وأضاف وهبي، إن استعجال الحكومة لتظهر إصلاحاتها الاقتصادية والاجتماعية في ظرفية لازلنا نواجه فيها التداعيات الاقتصادية والمالية للحرب ضد كوفيد 19 من جهة، ويعاني فيها الاقتصاد الوطني من انعكاسات الارتفاع الصاروخي لأسعار المواد الأولية والأساسية من جراء الحرب في أوكرانيا من جهة أخرى، هو استعمال ينم عن موقف هدفه الوحيد خلق غموض في أذهان المواطنات والمواطنين حول السياسة في بلدها، مما يزيد من تقوية ثقافة الشك والريبة إزاء المؤسسات الوطنية، وهي الثقافة التي نعتبرها عائقا أساسيا أمام التطور الديمقراطي الذي ينشده المغاربة، فالضجيج التشكيكي الذي يروجه البعض في وسائل التواصل الاجتماعي حول العمل الحكومي، لا يمكن أن يخفي حقيقة الواقع الذي نعيشه بمكتسبات متميزة ومهمة.
إوانهى كلمته، معبرا عن الانتصارات التي حققها المغرب لربح قضيته الوطنية وانتزاع الاعتراف الدولي بعدالتها بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله نجدها في انسجام وتكامل تامين مع النجاحات السياسية والاقتصادية التي دشنتها هذه الحكومة لبناء الدولة الاجتماعية، ورد الاعتبار للشغل من خلال الاتفاق الأخير بينها وبين الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين لتعزيز السلم الاجتماعي ببلادنا.
وأشاد أعضاء المجلس الوطني ، بمضمون الكلمة التوجيهية التي تقدمت بها فاطمة الزهراء المنوري، رئيسة المجلس الوطني، ومضمون العرض السياسي القيم والشامل الذي تقدم به عبد اللطيف وهبي، الأمين العا للحزب والروح الإيجابية التي عكستها تقارير الفريقين البرلمانيين ولجان المجلس الوطني.
وثمّن أعضاء المجلس الوطني، في بيان لهم، عالياً الدينامية التنظيمية، وفتح ورش إعادة بناء مختلف هياكل الحزب الجهوية الإقليمية والمحلية، وكذا التنظيمات الموازية، بعزيمة وإرادة جماعية تفتح الباب أمام إسهامات جميع مناضلات ومناضلي الحزب، وتتطلع لبناء حزب مؤسسات قوية ومتينة.
ودعا المجلس الوطني الحكومة ومناضلاته ومناضليه المسؤولين في باقي المؤسسات المنتخبة، مجالس الجهات والجماعات الترابية، إلى تكثيف الجهود والمزيد من الإبداع في الحلول للأزمة الاقتصادية والاجتماعية الحادة، لاسيما في المناطق والأقاليم الهشة ومواصلة التعبئة واليقظة لتسطير المزيد من الإجراءات والتدابير المستعجلة للتخفيف من حدة هذه الأزمة، والانكباب أكثر على قضايا القرب ومواجهة الخصاص المهول في بعض الحاجيات الأساسية، وعلى رأسها ندرة المياه وارتفاع أسعار المواد الطاقية وانعكاسها على الحياة والحاجيات الأساسية اليومية للمواطنات والمواطنين.
ودعا المجلس أيضا، قيادة الحزب لتشكيل خلية تفكير من قيادة الحزب وخبرائه، للانكباب على دعم قدرات الحزب في تسطير أجوبة عاجلة، حول إشكالية تعزيز الاستثمار وحماية فرص الشغل في ظل إكراهات الأزمة العالمية وانعكساتها المختلفة على الاقتصاد الوطني.