لن نتراجع أبدا … مهما كان الثمن!

مشاهدة
أخر تحديث : الإثنين 23 مارس 2020 - 1:41 مساءً
لن نتراجع أبدا … مهما كان الثمن!

*العاصمة24 –

– بقلم الدكتور المريزق المصطفى 

ما وقع أمس من عصيان في بعض المدن ضد حالة الطوارئ الصحية يستحق منا جميعا الانتباه، ويجعلنا نكرر ما قلناه وما كتبناه وما نشرناه منذ سنوات:
* التأكيد على إعطاء أولوية الاهتمام لمغرب الهامش، والعناية بمغاربة المغرب القروي وسكان الجبل والواحات وضواحي المدن، لكي لا نترك جزءا منا عرضة للمرض والتخدير الديني و الايديولوجي و العنصري؛
* محاربة التطرف بكل ألوانه وأشكاله بدعوة نخب المركز لتتحمل مسؤوليتها التاريخية، بعدما أصابها الشلل النصفي، والعقم العلمي والثقافي والاجتماعي؛
* محاربة الجهل بشكل تطوعي، وتعميم التجنيد الإجباري المواطن في كل بقاع المغرب، ونشر الوعي والتوعية في صفوف من فاتهم الركب العلمي والثقافي، أو من يجدون صعوبة في الاستفادة من الثقافة المواطنة ومن الوعي التحرري والمواطن؛ والكل يشهد أننا طالبنا بفتح باب التطوع أمامنا منذ ما يزيد عن سنتين ونصف، كما طالبنا بتشجيع المبادرات المواطنة عبر نموذج الجامعة الشعبية والمقهى الثقافي و منتدى المدينة و العيش المشترك..؛
* دعم روح العمل السياسي والنقابي والمدني برؤية جديدة، مواطنة تتخطى عقد قران الشرعية التاريخية والدينية والثقافية والايديولوجية، وتطرح على عاتقها مهمة المساهمة في بناء المستقبل، من دون حقد أو كراهية أو تصفية حسابات.
كما نذكر من جديد بنداء الالتفاف حول الطريق الرابع، الذي اعتبر ذات يوم أننا نعيش مرحلة انتقال نحو المجهول ونحو عالم جديد لا طعم ولا لون ولا إسم له، عالم من دون قيادات…عالم غامض، يخفي في تجاعيده العميقة ثلاث ملامح متناقضة:
– نهاية زمن الأبطال،
– بداية ظهور ملامح نهاية العولمة المعادية للطبيعة والبيئة وللانسان،
– تحول الدين إلى أداة سياسية لإرهاب الشعوب ومساومتها على علاقتها بالله والسلطة على ضمائر البشر.
وعلاقة بالموضوع اعتبرنا أن الوقت قد حان لوضع مسافة نقدية إزاء كل أشكال الدوغمائية التي تريد السطو علينا وعلى مبادراتنا المواطنة..
لقد مات النبي عيسى كي تستمر المسيحية، ومات النبي محمد كي يستمر الاسلام…ومات الفلاسفة واستمرت الفلسفة..،ومات العلماء واستمر العلم…لكن لا يمكن إحياء من مات من طرف ورثة غير شرعيين…أ لم يعلن جاك دريدا ذات يوم أنه طفلا غير شرعي لمكارل ماركس؟
نعم ما بقي من ماركس هو درس ما..طريقة ما.. من أجل أن لا نستسلم ثانية لرأس المال!
إنن التغيير الذي نحلم به لا نريده بحمام دماء…نريده بالعلم والمعرفة والتكوين والتربية.، ولا نريده تحت أي طائفة من طوائف العبودية…
التغيير الذي نحلم به، نريده بالتربية على المواطنة وعلى قيم حقوق الإنسان الفردية والجامعية، كما نريده بالفرحة العارمة والفن الذي يحرر الإنسان من الأوجاع، وينشر الأمل في في قلوب المقهورين.
الطريق الرابع يحلم أن تكون على الأرض حياة جديدة..بوطنها، بمؤسساتها ، بمواطناتها ومواطنيها باستقرارها، بأمنها وأمانها…
الطريق الرابع يحلم بفصل الدين عن السياسة، وفصل الأيديولوجية عن العلم وعن كل التصورات الحتمية…ويؤمن، مقابل ذلك، بتحرير القدرة على الخلق والتحليل.
ما تبقى من الدين الفاسد يجب أن يموت، لتحيى الطاقة النقدية، ولتحيى الحرية..وليحيى المثقف الكوني المطالب بالاقتراب من الجماهير والعمل في وسط المواقع الدقيقة للحركات الاجتماعية.
لقد انتهى زمن المثقف المبشر الذي ينور الناس ويرشدهم…مع نهاية القرن الثامن والتاسع عشر. كما انتهى زمن المثقف العضوي الذي كان يلقن للناس دروس النضال والمقاومة ويشرح للعمال فائض القيمة وقوى الإنتاج وماكينة الصراع الطبقي..فلكل زمن رجالاته ونساءه!
المثقف الكوني هو من يستعمل استعمالا حرا لعقله من أجل نشر الوعي بين الناس، ورغم نواقصه، فهو على الأقل بريئ من حجم ما وقع من فظاعات القرن العشرين!
والطريق الرابع الذي أعلنا عنه، هو طريق المثقف المواطن، بالمعنى السياسي والحقوقي وليس بالمعنى الحرفي والاحترافي، هو ذلك المثقف الذي يستعمل معارفه وخبراتهم في النضال من أجل المستقبل، وهو يحتاج المناضلين محليين وليس لمناضلين مركزيين وبيروقراطيين. لقد قال فوكو في زمن ما، إن المشكلة السياسية للمثقف ليس في نقده المضامين الأيديولوجية إنما في معرفة ما إذا كان بالإمكان بناء سياسة جديدة للحقيقة!
إن الطريق الرابع أشهر حبه للوطن وولاءه المؤسسات مهما كان الثمن! وقلنا وعبرنا بوضوح أننا لن نكون وسيطا عقاريا بين أي كان..كما اعلنا أننا نناضل من أجل أن نخلص جيل المستقبل من الشعودة والخرافات ومن الجهل والتطرف والعنف والعصيان..
ما وقع أمس لا يحب أن نتسامح معه مهما كان الثمن..وسنشغل كل ما نملكه من مستطاع حيوي يوجد بحوزتنا.
قوى الإنتاج في عصرنا غدت مجهولة وعدم نجاح البروليتاريا كذات محترمة للتاريخ لا يعبر عن فشل حركاتها السياسية بل هو فشل للعقل البورجوازي الذي صنع البروليتاريا ذات زمن من زمان المدينة الصناعية. فلا نريد أي وصاية جديدة باسم الأيديولوجية أو الدين، نريد إعطاء الأولوية للعقل وللعلم حكما ومرجعا، وسلطة لا تعلوها سلطة أخرى.
وفي الأخير قلنا ولازلنا، علينا مواجهة السلطة والوصاية الجديدة، الأعمق والأخطر، والتي تمارس علينا وعلى عواطفنا الحجر الشامل بفضل تأثير وسائل الدعاية والاعلام والاعلام التي ترتبط بقوى الإنتاج المجهولة المصدر.

شـاركها الأن
رابط مختصر